نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 10 صفحه : 209
وأخبرنا عبد
الله بن حامد قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عامر السمرقندي قال : حدّثنا
عمر بن يحيى قال : حدّثنا جيغويه قال : حدّثنا صالح بن محمد قال : حدّثنا عبد
الحميد المدني عن أبي حازم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ابن آدم إن نازعك لسانك فيما حرّمت عليك فقد أعنتك
عليه بطبقين فأطبق ، وإن نازعك بصرك إلى بعض ما حرّمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين
فأطبق ، وإن نازعك فرجك إلى ما حرّمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق» [١٥٠] [١].
(وَهَدَيْناهُ
النَّجْدَيْنِ) قال أكثر المفسّرين : يعني بيّنا له طريق الخير والشرّ
والحقّ والباطل والهدى والضلالة كقوله : (إِنَّا هَدَيْناهُ
السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)[٢].
ودليل هذا
التأويل ما أخبرني عبد الله بن حامد ـ إجازة ـ قال : أخبرني أحمد بن يحيى قال :
حدّثنا محمّد بن يحيى قال : حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن قرّة بن خالد عن الحسن
قال : قال رسول الله صلّى الله عليه : «إنّما هما نجدان نجد الخير ونجد الشرّ ،
فما يجعل نجد الشرّ أحبّ إليكم من نجد الخير» [١٥١] [٣].
وأخبرنا محمّد
بن عبد الله بن حمدون قال : أخبرنا مكّي قال : حدّثنا عبد الرحمن بن بشر قال :
حدّثنا عبد الرزاق قال : حدّثنا أبي عن عمرو بن أبي بكر القرشي عن محمّد بن كعب عن
ابن عبّاس في قوله سبحانه : (وَهَدَيْناهُ
النَّجْدَيْنِ) قال : الثديين ، وإليه ذهب سعيد بن المسيب والضحّاك ،
والنجد الطريق في ارتفاع. قال الشاعر :
(فَلَا اقْتَحَمَ
الْعَقَبَةَ) يعني فلم يجاوز بهذا الإنسان العقبة فيأمر. قال الفراء
أفرد قوله : (فَلَا اقْتَحَمَ
الْعَقَبَةَ) بذكر لا مرّة واحدة ، والعرب لا تكاد تفرد لا مع الفعل
الماضي ، وفي مثل هذا الموضع حتّى يعيدوها عليه في كلام آخر ، كما قال : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى)[٥](وَلا خَوْفٌ
[١] تفسير القرطبي :
٢٠ / ٦٥ ، وفي كنز العمال بتفاوت : ١٥ / ٨٥٦ ح ٤٣٤٠٧.